يوسف قرشي
بين جبال الأطلس الكبير الأوسط دمنات، وبأحد فضاءات إمنفري، نظم مختبر السرديات ( كلية الآداب بنمسيك- جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بتنسيق مع كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات، جامعة الحسن الأول، ونادي القلم المغربي، وبشراكة مع فيدرالية جمعيات كرول من أجل الجبل وجماعة أيت تمليل، والمديرية الإقليمية للتربية والتكوين أزيلال، والمجلس الجماعي لدمنات وجمعية تزكي لتنمية المرأة القروية، الملتقى الثامن عشر للذاكرة والتراث الثقافي.
افتتح الجلسة الأولى مدير مختبر السرديات شعيب حليفي، حيث أبرز أهمية هذا الملتقى في نسخته الثامنة عشرة الذي جعل من “دمنات؛ المجال والتاريخ والمقاومة”، موضوعا له، وسعيه إلى تسليط الضوء على الذاكرة والتراث الثقافي بدمنات، مشيرا إلى الأسباب الذاتية والموضوعية لاختيار مدينة دمنات بالضبط والمنطقة عموما مجالا للبحث، على اعتبار أنها تشكل خزانا ثقافيا غنيا. ومؤكدا على حرص مختبر السرديات من داخل الكلية والجامعة وإصرارهما على الانفتاح على البادية المغربية والجبل خدمة للتنمية والمعرفة والذاكرة، واستنهاضا للهمم عبر البحث الأكاديمي الجاد والمسؤول وهو ما يجسده المختبر من خلال اختياره العمل على “دمنات والأطلس” والمناطق المجاورة بفريق من الباحثين والباحثات ينتمون إلى سبع جامعات مغربية.
استُهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس جامعة الحسن الأول بسطات السيد الأستاذ عبد اللطيف مكرم، الذي نوه بالمجهودات المبذولة من أجل تنظيم هذا الملتقى الثقافي النوعي، مبرزا دور الجامعة في الانفتاح على محيطها السوسيوثقافي، وخاصة على مستوى المناطق التي تختزن التراث اللامادي الوطني بمختلف أبعاده، باعتباره أحد أهم المصادر المادية للشعوب والتي تعبر عن النشاط الإنساني الثقافي والاجتماعي، كما أشار إلى ضرورة الانفتاح على كل جهات المغرب لما تزخر به من تنوع ثقافي.
وفي كلمة كلية اللغات والفنون والآداب بسطات، عبر الأستاذ العميد عبد القادر سبيل بدوره عن سعادته بهذا الملتقى الثقافي بمدينة دمنات، مشيدا بالمجهودات التي بذلتها اللجنة المنظمة في التنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي بالمنطقة، كما عبر عن استعداد الكلية لدعم مختلف الأنشطة التي تبرز أهمية الذاكرة والتراث الثقافي بمختلف جهات المغرب. مذكرا بالملتقيات السابقة التي دأبت الكلية على تنظيمها بشراكة مع مختبر السرديات ودعمها والكتب التي صدرت في الموضوع .
بدوره عبر محمد الغالي عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية قلعة السراغنة جامعة القاضي عياض، عن عميق امتنانه للمجهودات المبذولة من أجل استثمار الذاكرة الثقافية باعتبارها تراثا وطنيا، حيث وقف على إشكالية إيجاد مصفوفة التوليف بين الإنسان، القيم والمجال، على اعتبار أن منطقة دمنات معروفة بالمقاومة، هذه الأخيرة التي تعتبر تشبتا بالهوية الوطنية، وشكلا من أشكال الوفاء للهوية المجالية والإقليمية، كما أكد المتدخل على أن مثل هذه اللقاءات تبرز دور الجامعة في بناء اقتصاد المعرفة، مع ضرورة الانفتاح على الذكاء الصناعي والرقمي في خدمة التراث الوطني.
وفي كلمة سالم الفائدة عن اللجنة العلمية والتنظيمية، تقدم بالشكر لكل المساهمين في إخراج هذا الملتقى إلى حيز الوجود، مبرزا مسار الإعداد الذي تجاوز عاما ونصف من التنسيق والإعداد القبلي، انطلاقا منذ يناير من السنة الفارطة حيث عرف مشاركة سبع جامعات ومجموعة من المراكز الجهوية للتربية والتكوين، بالإضافة إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكويني، معتبرا أن الهدف من هذا الملتقى يكمن أساسا في دعم الفعل الثقافي في بعده المحلي. كما يروم بيان ما تزخر به منطقة دمنات الأطلس الكبير الأوسط من كنوز ومؤهلات وتراث ثقافي مادي ولامادي، خدمة للمستقبل والتنمية والتقدم والرقي.
بخصوص الجانب العلمي المرتبط بالبحوت العلمية المقدمة في هذا الملتقى، فقد نوه الفائدة بالجهود التي بذلتها اللجنة العلمية داخل مختبر السرديات في استقبال وتحكيم البحوث العلمية، التي بلغ عددها 25 بحثا تناول أربعة محاور أساسية:
- المحور الأول : الأطلس الكبير الأوسط (التاريخ المجال المقاومة الأعلام.التنمية السياحية والاقتصادية …)
- المحور الثاني: الثقافة والتراث /الموروث المادي واللامادي/ التراث الصوفي واليهودي، المكتبات والخزائن. والمباني و المدارس العتيقة.
- المحور الثالث: التراث الشفهي، الأمثال، الشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير الأوسط ، مريريدة نايت اعتيق وأشعار بوكافر.
- المحور الرابع : كتابات وتآليف قديمة ومعاصرة عن دمنات ومناطق الأطلس الكبير الأوسط .
وهي بحوث قدمها باحثون وأساتذة من سبع جامعات مغربية: محمد الوهابي،- أحمد عمالك، فيصل الشرايبي، نعيم الخرازي، محمد جليد، عائشة المعطي طارق الهامل ، أحمد منوار / سعيد كمتي ، عبدالكريم جلال وبوشراء عقاوي، محمد أبحـــير، محمد رفيق، عبد الحكيم السمراني، الحسين اسيمور، للا صفية العمراني، لحسن إفركان، يونس لشهب، رشيد أبلال، لحسن الصديق، أنس بن اشو، المصطفى سلام، رشيد شحمي، يونس ابورك ، محمد العلوي، مصطفى كوندي، ELENA LENGUAS.. وجميعهم، بالإضافة إلى أوراق أخرى ما زالت قيد التحرير أو التحكيم مكتوبة ببأربع لغات العربية / الفرنسية / الاسبانية والأنجليزية ، ينتمون إلى: جامعة محمد الخامس بالرباط/ جامعة القاضي عياض – مراكش/ جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء/ جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال /جامعة الحسن الأول سطات/ جامعة أبي شعيب الدكالي – الجديدة/ جامعة ابن زهر أكادير. وعدد من المراكز الجهوية والأكاديميات للتربية والتكوين .
من جهتها عبرت خديجة اليوسي باحثة في التراث ومهتمة بالشعر النسائي، عن أهمية البحث في التراث اللامادي، وخاصة بالمناطق المهمشة، على اعتبار الخصوصية الثقافية لمدينة دمنات والمنطقة عموما.
استهل رشيد غاندي رئيس فيدرالية جمعيات كرول من أجل الجبل كلمته بالترحيب بضيوف الملتقى، حيث أشار إلى أهمية الموضوع نظرا لتأثير التراث والتاريخ على الهوية، واستكشاف الماضي من أجل فهم الماضي وبناء المستقبل، واعتزازه بمشاركة الفيدرالية في أشغال هذا الملتقى الذي يأتي في إطار تناغم مع طبيعة أنشطة الفدرالية وخصوصيات الجبل.
ممثل المديرية الإقليمية أزيلال، من جهته، أكد على ضرورة الانفتاح على المؤسسات الخارجية، والاستثمار في البحث العلمي، مشيرا إلى الوظيفة الثقافية للمؤسسة التربوية، وأهمية التربية على القيم، كما عبر المتدخل عن توفّق اللجنة المنظمة في اختيار المكان المناسب، كمنطقة تاريخية وموقع استراتيجي، مبرزا القيمة المضافة لهذا الملتقى الذي يهدف إلى تعزيز التراكم الحاصل في البحث العلمي.
بعد ذلك، تقدم ممثل جماعة أيت تمليل بكلمة ترحيبية مشيرا إلى أهمية هذا اللقاء بالنسبة للجماعة التي تسعى إلى الانفتاح على محيطها، إيمانا منها بالدور الذي تلعبه مثل هذه الملتقيات في الدفع بعجلة التنمية بالمنطقة، والمساهمة في البحوث العلمية المهتمة بالمنطقة على قلتها.
الكلمة الأخيرة في الجلسة الافتتاحية تقدم بها ممثل جماعة دمنات، حيث أشار إلى أهمية الأرضية الثقافية في وضع التصور العام للجماعات الترابية، مؤكدا على أهمية المنطقة تاريخيا باعتبارها رمزا للمقاومة، والتراث اللامادي.
الجلسة الأولى التي نسق أشغالها إبراهيم أزوغ (كلية اللغات والفنون بسطات جامعة الحسن الأول) شدد على أهمية هذا اللقاء الذي يتزامن مع إكمال مختبر السرديات لثلاثين عاما من البحث العلمي تاريخ المغرب وثقافته، كما أبرز دور الملتقيات التي يعقدها المختبر وشركائه وخاصة كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية يسطات، ومساهمتها في تأريخ ما لم يؤرخ، وما تجمعه من علماء وخبراء وباحثين، مؤكدا على أن دمنات ونواحيها أرض البطولات ومنشأ الأبطال والعلماء والأولياء، وأرض أصالة وثقافة وحضارة.
المداخلة الأولى قدمها الأستاذ محمد الوهابي ( جامعة محمد الخامس بالرباط) تحت عنوان التواريخ المحلية والتاريخ الأدبي: تأملات في نص دمناتي مجهول، حيث أكد على أن مداخلته تأتي في سياق استرجاع جانب من ذاكرة المنطقة، مشيرا إلى افتقاد المكتبة المغربية لمرجع في تاريخ الأدب، باستثناء بعض المحاولات التي جاءت في سياقات معينة. كما اعتبر الباحث أن مداخلته تقتفي أثر وثيقة مهمة في تاريخ منطقة دمنات، يتعلق الأمر بمخطوط فريد يوثق لحادثة تاريخية غير موجودة في المصادر، حيث أرسل السلطان محمد بن عبد الله وسيطا بين قبيلتي فطواكة وورتانة وذلك على إثر التطاحنات الدموية بين القبيلتين، فكان الوسيط الكاتب الخاص للسلطان، وهو سفير، شاعر وفقيه، يتعلق الأمر بأحمد بن مهدي الغزال، وكان مِن بين مَن التقى بهم الوسيط شخصية غير معروفة تاريخيا ولم يجد لها الباحث ترجمة، يتعلق الأمر بعبد الله ين محمد الدمناتي، حيث أبهر وسيط السلطان بعد أن وجده رجلا مثقفا على اطلاع بالثقافة المغربية.
المداخلة الثانية كانت للأستاذ أحمد عمالك ( جامعة القاضي عياض – مراكش) والذي استهل مداخلته مسلطا الضوء على القيمة التاريخية والثقافية للمنطقة التي زارها العديد من الكتاب والمثقفين كطه حسين، مشيرا إلى علاقته العاطفية بمنطقة دمنات منذ السبعينيات. وجاءت مداخلة الأستاذ بعنوان تقديم كتاب الرحلة الحجازية لمحمد بن أحمد اغجدام الدمناتي، حيث وقف على ثلاث محطات في هذه الرحلة، انطلاقا من مسارها الذي بدأ من طنجة ليمر بالحجاج عبر مارسيليا بهدف زيارة مصنع السكر والوقوف على مدى شرعية تناول السكر وحلاله من حرامه، وصولا إلى الإقامة بمصر لمدة ثلاثة أشهر، حيث اكتشف صورة المجتمع المصري، وقارن بين النهضة التعليمية بمصر ونظيرتها بالمغرب، واختتم الباحث مداخلته بالتأكيد على أهمية التحقيق فلا يتصدر له إلا أهله.
المداخلة الثالثة قدمها الأستاذ فيصل الشرايبي (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) تحت عنوان الاعتبار بهمم الرجالات في قمم دمنات : قراءة في كتاب ” التسلي عن الآفات بذكر الأحوال و ما فات”.حيث جاء في بداية مداخلته، أن المغرب يسبح فوق درر ونفائس من التراث الشفوي، مشيرا إلى أهمية تكرار مثل هذه الملتقيات التي تنفتح على الهوامش.
تناولت المداخلة الكتاب من عدة شفرات، أولها الشفرة الإيمانية حيث اعتبر أن المؤلف قد تكالبت عليه الآفات والعقبات التي أجبرته على الهجرة فكان تلميذا لأكثر من زاوية ، كما أشار المتدخل إلى الشفرة التربوية التعليمية التي تظهر جليا من خلال إجلال الكاتب لشيوخه بكل من فاس ومراكش، والشفرة النفسية حيث قاوم الكاتب الإحساس بالضعف من خلال الكتابة، كما أشار المتدخل إلى أن الكتاب متعدد المشارب من فقه، أدب، رحلة وسياسة، معتبرا أنه بمثابة سفينة تحمل كل ما يحتاجه المسافر من زاد، وصاحبه رجل موسوعي، داعيا أبناء المنطقة إلى اكتشاف هذا المؤلف الذي يحتاج إلى تحقيق ودراسة.
المداخلة الرابعة كانت لطارق الهامل : (باحث في الدكتوراه، التاريخ المعاصر بجامعة الحسن الثاني) تحت عنوان ومضات من سيرة حمان الفطواكي: من مكافحة القهر إلى مقاومة الاستعمار، حيث أشار الباحث إلى أهمية موضوع المقاومة على اعتبار أن منطقة دمنات كانت رائدة في مقاومة الاحتلال الفرنسي الذي لم يدخل لدمنات إلا في حدود سنة 1916 بعد مقاومة شرسة من أبناء المنطقة التي لم تقتصر على المقاومة المحلية، وإنما قامت بتصدير المقاومة في شخص أحد أبناء المنطقة يتعلق الأمر بحمان الفطواكي، حيث اعتمد الباحث على شهادات أفراد من عائلته وبعض المقاومين، مع التنبيه على أن شخصية حمان الفطواكي لم تنل بحثا مستقلا، باستثناء إشارات متفرقة.
المداخلة الخامسة ألقاها الباحث أحمد منوار (باحث في الجغرافيا) وهي مشتركة مع الباحث سعيد كمتي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بني ملال خنيفرة) بعنوان دمنات من المركزية التاريخية إلى التهميش المعاصر: التراث مدخل لإعادة الاعتبار، حيث ركزت المداخلة على أهمية صيانة التراث باعتباره من الآليات الجديدة للاستثمار في المقومات التراثية والتاريخية، مع الإشارة إلى أن المنطقة غنية ثقافيا وتحتاج إلى التنقيب والبحث العلمي، فقد تأسست مدينة دمنات في القرن العاشر، وتسبق مدينة مراكش بأربعين سنة، حيث كانت مركزا تجاريا حسب المصادر التاريخية وممرا يربط بين شمال وجنوب المغرب.
الجلسة العلمية الثانية والتي سيرها رشيد غاندي (رئيس فيدرالية جمعيات كرول من أجل الجبل) انطلقت بمداخلة لرشيد أبلالل(طالب باحث في سلك الدكتوراه بمختبر الأبحاث التطبيقية عن الأدب واللغة والفن والتمثلات الثقافية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال) تحت عنوان « MRIRIDA et Magdaz : Le Chant féminin Amazigh de l’esthétique à l’éthique الذي ركز في مداخلته على التجربة الشعرية للشاعرة الأمازيغية مريردة، حيث قدم مسارا كرونولوجيا للشاعرة وظروفها الاجتماعية وكيف اختارت اسما مستعارا وهوية زائفة من أجل تمويه الناس عن أصولها الحقيقية التي تعود إلى إحدى قبائل جبل رات، مشيرا إلى أن أدبها جمال من رحم المعاناة، وليس مجرد أهازيج ذات إيقاع، وإنما إبداع شعري ينتظم في أطار 125 قصيدة تتغنى بالحياة.
المداخلة الثانية لمحمد أبحير : (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بني ملال) بعنوان توثيق التراث الشفهي بمدينة دمنات تطرق في مداخلته لأشكال ومصادر التوثيق، من خلال الاعتماد على الكتابات المحلية ومؤلفات الهامش التي تؤرخ لمراحل مهمة من تاريخ المنطقة، كما أشار الباحث إلى مكونات التراث الشعبي لدمنات سواء على مستوى النثر أو الشعر الذي يتميز بالغنى الثقافي والتاريخي، بالإضافة إلى مميزات وخصائص التراث الشفهي للمنطقة والتي تتميز بالتفاعل بين اللغة العربية والدارجة المغربية بالإضافة إلى الأمازيغية، وذلك راجع لموقع دمنات الجغرافي الذي يعكس غنى وتنوع الموروث الشفهي الشعبي، وفضاء للتلاقح الثقافي.
المداخلة الثالثة قدمها محمد الغالي (عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية قلعة السراغنة /جامعة القاضي عياض) بعنوان أفق الحماية القانونية لدينامية المجال على ضوء مكوناته المادية واللامادية، حيث أكد على أن المداخلة تطرح سؤال العلاقة بين الإنسان، المجال والقانون، انطلاقا من تعريف القاعدة القانونية وفق مرجعية ماركسية، مشيرا إلى التزامن بين القانون والدينامية، ومبدأ التعايش والتوافق في الأنظمة السياسية، كما بين المتدخل أهمية التراث الإنساني، في مقابل ضعف النصوص القانونية التي لا تساعد على حماية الذاكرة الجماعية، مستدلا بتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي أكد على أن المغرب لا يستغل التراث اللامادي بالشكل اللازم، مبرزا ضرورة توظيف التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي والاستعداد لموجة الذكاء الصناعي وكيفية التعامل معه. بالإضافة إلى تنصيصه على عدم الاكتفاء بتجميع التراث وحفظه فقط، وإنما دراسته وتداوله بين الأجيال، وجعله مادة للبحث العلمي.
اختتم الملتقى بحوار مفتوح بين المشاركين والجمهور الذي أكد على أهمية هذه الندوة وقيمتها العلمية والثقافية في تثمين التراث المادي واللامادي الدمناتي وصيانة ذاكرة المدينة واستشراف آفاق أرحب للمستقبل تنمويا وثقافيا.
وأشار سالم الفائدة في الكلمة الختامية للجنة التنظيمية والعلمية على أهمية الملتقى والتوصيات التي تم رفعها من خلاله وأكد أن المختبر والجامعة سيعودان في بحر هذه السنة لتوقيع الكتاب الذي سضم أعمال الملتقى وهي بحوث محكمة تتناول المنطقة من مختلف الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي كلمة مليئة بالدلالات والمعاني عبر مولاي حفيظ صاحب فضاء تامونت، مكان انعقاد الملتقى، عن سعادته بهذا اللقاء الجامعي الذي يعيد شيئا من الاعتبار لدمنات ثقافة وتاريخا ومستقبلا، كما قدم نبذة عن الفضاء وأهميته بالنسبة للمنطقة ثقافيا واجتماعيا وسياحيا .